منظمة مجموعات التحفيز

المشاركة السياسية للدياسبورا المصرية: تحولات عابرة للحدود وأدوات مبتكرة للتغيير

مقالات اخرى

المشاركة السياسية للدياسبورا المصرية: تحولات عابرة للحدود وأدوات مبتكرة للتغيير

المشاركة السياسية للدياسبورا المصرية: تحولات عابرة للحدود وأدوات مبتكرة للتغيير

 

المشاركة السياسية للدياسبورا[1] المصرية: تحولات عابرة للحدود وأدوات مبتكرة للتغيير

 

كيف يمكن لمجموعات تعيش بعيدًا عن وطنها الأم بآلاف الأميال أن تؤثر في السياسات المحلية؟ وكيف يمكن لصوت بعيد أن يصبح محركًا للتغيير؟ وهل هناك أدوار يمكن أن تلعبها المجموعات الناشطة في المهجر للتأثير في الوطن المضيف؟ تشغل الأسئلة السابقة الباحثين/ات والمهتمين/ات بناشطية الدياسبورا ودورها في التحول الديمقراطي والتغيير الاجتماعي سواء في الوطن أو البلد المضيف. وهذه الأسئلة تفتح الأبواب على قصص وتجارب لأفراد ومجموعات لم يستسلموا لقيود المسافات ولا تحديات الواقع الجديد، وإنما استخدموا أدوات تقليدية وأخرى مبتكرة للاندماج والتأثير في سياقات محلية وعالمية.

 

ومع تصاعد التحولات الاجتماعية والسياسية في العقد الماضي وخاصة بعد الربيع العربي، برزت مجتمعات الدياسبورا كفاعل سياسي رئيسي عبر الحدود. وفي السياق المصري، اتسمت مشاركة المجموعات المصرية الناشطة والعابرة للحدود الوطنية ملامح جديدة، تمزج بين الأدوات التقليدية والمبتكرة لتجاوز التحديات المرتبطة بالمسافات الجغرافية وتعقيدات الآثار المترتبة على المشاركة السياسية من الخارج.

 

تمثل فاعلية الدياسبورا المصرية نموذجًا حيويًا للمشاركة السياسية العابرة للحدود منذ عام 2013، حيث شهدت هذه المجموعات تغيرات كبيرة في أنماط مشاركتها السياسية، وتبنت ممارسات جديدة تتفاعل مع التطورات السياسية في مصر والدول المضيفة، منها أنشطة تقليدية مثل التصويت والضغط السياسي، وأخرى غير تقليدية تستند إلى التقنيات الرقمية والحملات والتحالفات العابرة للحدود.

 

مشاركة تقليدية

تشمل المشاركة السياسية التقليدية التصويت، الضغط السياسي، والانتماء الحزبي، ويلعب التصويت دورًا محوريًا في تعزيز ارتباط المغتربين بوطنهم الأم أو بالدولة المضيفة، خاصة بعد أن أتاحت العديد من الدول لمواطنيها المقيمين في الخارج المشاركة في الانتخابات الوطنية باستخدام آليات مثل بطاقات الاقتراع في السفارات والقنصليات. وفي بلدان مثل إيطاليا وفرنسا، تم تخصيص مقاعد برلمانية لتمثيل المواطنين/ات بالخارج. أما مصر، فقد وفرت الهيئة الوطنية المصرية للانتخابات إرشادات واضحة حول كيفية مشاركة المصريين/ات بالخارج في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، بما في ذلك أماكن التصويت ومواعيدها. وهي إجراءات تعكس اعترافًا متزايدًا بالدور السياسي والاقتصادي الكبير للجاليات المصرية، خاصة في ظل المساهمات المالية الهائلة التي يقدمونها. على سبيل المثال، بلغ عدد المصريين في الخارج 11.09 مليون مهاجر، وحققت تحويلاتهم المالية 22.1 مليار دولار في العام المالي 2022/2023، وهو ما يعادل 30.7% من إجمالي التحويلات الوطنية.

 

 

وتأتي تجربة أحمد الطنطاوي في الترشح للرئاسة كأحد أبرز النماذج على استثمار الدور السياسي للمصريين/ات في الخارج. فقد ركزت حملته الانتخابية “يحيا الأمل” على تفعيل دور المصريين/ات بالخارج الذين يتمتعون بهامش أكبر من الحرية في تأييد المرشحين. رغم أن الحملة واجهت تحديات وجمعت فقط 14 ألف توكيل من الداخل والخارج، فقد فتحت آفاقًا للتفكير في كيفية توسيع دور الدياسبورا المصرية في المشهد السياسي مستقبلاً.

 

ويُعد الضغط السياسي أداة رئيسية لمجتمعات الدياسبورا، حيث تسعى إلى التأثير على الحكومات الوطنية والدول المضيفة لتحقيق إصلاحات حقوقية وسياسية. وقد لعبت جلسات الاستماع في الكونغرس الأمريكي دورًا محوريًا في هذا الأمر حين قدم ناشطون/ات مثل محمد سلطان وبهي الدين حسن ونانسي عقيل شهادات توضح أوضاع الحريات السياسية وحقوق الإنسان في مصر. وتم تنظيم حملات لتخفيض المعونة العسكرية الأمريكية الموجهة لمصر، وربط هذه المساعدات بتحسين سجل حقوق الإنسان. وفي سياق حقوق الأقليات، حاولت منظمات مثل التضامن المسيحي تمرير تشريعات تدافع عن حقوق الأقباط في مصر، مع التركيز على قضايا التمييز وحرية الشعائر الدينية.

 

 

ممارسات غير تقليدية

وظهرت الممارسات غير التقليدية عبر النشاط الرقمي كأداة فعالة لتعزيز المشاركة المدنية للدياسبورا، حيث أتاحت التكنولوجيا الحديثة إمكانية الاتصال والتنظيم على مستوى عالمي. استخدم النشطاء/ات المصريين/ات منصات مثل فيسبوك وإنستجرام لتضخيم الرسائل الاحتجاجية ورفع الوعي بالقضايا الحقوقية، مثل قضية الباحثين جوليو ريجيني وباتريك جورج زكي. وأدى ذلك إلى ظهور مفهوم “دمقرطة المناصرة” Democratization of Advocacy، حيث امتلك الأفراد القدرة على التأثير المباشر دون الحاجة إلى مؤسسات وسيطة، كما ساهمت الحملات العابرة للحدود الوطنية Transnational Campaigns ، والتي استُخدمت فيها منصات مثل Avaaz.com  وChange.org، في حشد الدعم الدولي لقضايا حقوق الإنسان والإصلاحات السياسية، كما أطلقت مؤسسة “نساء من أجل العدالة” مبادرة “استعادة أصواتنا” التي تعتمد على فن الحكي والفن لدعم مبادرات محلية داخل مصر. تظهر هذه النماذج كيف يمكن لمجتمعات الدياسبورا أن يجمع بين الأدوات التقليدية وغير التقليدية لتعظيم التأثير في القضايا السياسية والحقوقية، سواء على مستوى الوطن الأم أو الدول المضيفة.

 

 

لفهم الأدوار التي يمكن أن تلعبها مجتمعات الدياسبورا لا بد من استكشاف التحولات العميقة التي شكلت ملامح المشاركة السياسية للدياسبورا والتي تتركز في ثلاثة تحولات: الولاءات المزدوجة، التأثير على سياسات الوطن، والتأثير على سياسات الدولة المضيفة عبر بناء التحالفات، والذي سأوضحه كما يلي:

 

 

 الولاءات المزدوجة

تعيش مجتمعات الدياسبورا حالة من التوازن المركب بين ولائها للوطن الأم وانتمائها للدولة المضيفة. هذه الازدواجية تمثل فرصة للتأثير في كلا السياقين المحلي والدولي. ويتم الـتأكيد والحفاظ على هوية الوطن، عبر احتفاظ الجاليات بروابط قوية من خلال التقاليد الثقافية، والدعم السياسي، والمشاركة الفعالة في الأحداث الوطنية. ولعل النموذج الأكثر وضوحا لذلك هو لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، حيث تجسد جماعة ضغط قوية في الشتات تؤثر في السياسة الخارجية الأميركية. ويوجد أيضا الدياسبورا الهندية في الولايات المتحدة التي تسهم بشكل كبير في دعم السياسات الهندية والدفاع عن مصالحها على الساحة الدولية.

 

وتبرز المشاركة الفعالة في الدول المضيفة، حيث تسهم الجاليات في الحياة السياسية من خلال التصويت، الانضمام للأحزاب السياسية، وتشكيل مجموعات ضغط Lobbying. وتقدم الجالية الصومالية في المملكة المتحدة نموذجًا ملهمًا بمشاركتها في السياسة المحلية للدفاع عن قضاياها. ويوجد مثال آخر هو مبادرة “مدن بلا خوف” في تورونتو التي قدمتها عدد من منظمات الدياسبورا المصرية، والتي تهدف لمناهضة الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد النساء المسلمات في إطار قضايا تخص مجتمعهن المحلي.

 

 

التأثير على سياسات الوطن

تلعب الدياسبورا دورًا حيويًا في تشكيل السياسات الوطنية من خلال مساهماتها المالية والمناصرة السياسية والمشاركة الانتخابية. التحويلات المالية التي يقدمها المصريون بالخارج، والتي تجاوزت 22 مليار دولار في العام المالي 2022/2023، تمثل ركيزة اقتصادية مهمة يمكن أن تستفيد منها مجموعات المصريين/ات في الخارج وربطها بمطالبات بالتغيير السياسي والاجتماعي وقضايا التحول الديمقراطي مثل أن يكون هناك ممثلين/ات عنهم في البرلمان على غرار الدياسبورا الإيطالية.  ومن الأمثلة اللافتة أيضا هو قيام مجموعة من المنظمات العاملة في الخارج في إطلاق مشروع بحثي بعنوان ” قضايا مصرية ملحة” شاركت فيه كل من مؤسسة نساء من أجل العدالة ومبادرة الإصلاح العربي لإنتاج عدد من أوراق السياسات تناقش قضايا مختلفة تهتم بالشأن المصري وتعكس اهتمام وهموم المواطنين/ات المصريين حيث شارك فيها عدد من الباحثين/ات خارج وخارج مصر.

 

 

المشاركة الانتخابية تعد أيضًا من أدوات التأثير، حيث يمثل المغتربون عنصرًا فاعلًا في دعم المرشحين أو التأثير على نتائج الانتخابات. على سبيل المثال، حملة “يحيا الأمل” التي استهدفت المصريين بالخارج لدعم المرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي، أظهرت الإمكانات الكامنة في هذا النوع من النشاط.

 

 

التأثير على سياسات الدولة المضيفة عبر بناء التحالفات

تمثل مجتمعات الدياسبورا قوة ضغط سياسي مؤثرة في الدول المضيفة، وتعمل هذه المجموعات على توجيه السياسات بما يخدم قضايا الوطن الأم، كما هو الحال مع الجالية الكوبية الأمريكية التي أثرت في سياسات الولايات المتحدة تجاه كوبا. وتشارك الدياسبورا الداعمة للقضية الفلسطينية في حملات لوقف بيع الأسلحة لدول مثل إسرائيل، مستفيدة من شبكاتها العالمية وتحالفاتها مع مجموعات حقوقية. كما تضغط مجتمعات الدياسبورا على حكومات الدولة المضيفة لإجراء إصلاحات سياسية أو حقوقية، مثل حملة “أصوات في المنفى” التي أطلقتها مجموعات مختلفة من النشطاء في دول متعددة في كندا للضغط على صانعي السياسات في الحكومة الكندية لتبني سياسات خارجية تعزز حقوق الإنسان في بلدانهم.

 

 

وتُظهر المجموعات الناشطة في المهجر قدرتها على بناء التحالفات لتحقيق أهداف مشتركة، مثل التضامن مع السكان الأصليين أو دعم حملات مناهضة العنصرية ضد السود ومجتمع الميم-عين. وتعد احتجاجات النساء في مارس 2017 ضد سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مثالًا بارزًا على هذا التعاون.

 

 

تحديات المشاركة السياسية للدياسبورا

رغم الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها مجتمعات الدياسبورا للتأثير على السياسات المحلية والدولية، فإنها تواجه العديد من التحديات التي تعيق دورها. أحد هذه التحديات هي اتهامات الولاء، حيث تُثير الحكومات المضيفة مخاوف بشأن ولاء أفراد الدياسبورا لوطنهم الأم على حساب انتمائهم للبلاد، مما يعرضهم للتشكيك والمساءلة.

 

وتواجه الدياسبورا ردود فعل سلبية من الحكومات الوطنية التي قد ترى في أنشطتها السياسية تهديدًا لسلطتها، خاصة إذا ارتبطت هذه الأنشطة بالنقد أو المعارضة. يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى ملاحقات أمنية أو ممارسات انتقامية تستهدف أفرادًا أو عائلات الناشطين/ات داخل الوطن.

 

وتعاني مجتمعات الدياسبورا من الانقسامات الداخلية التي تنشأ بسبب التباين في الأولويات والانتماءات السياسية أو الاجتماعية، مما يعرقل الجهود الجماعية ويضعف من تأثيرها. بالإضافة إلى ذلك، تعاني العديد من مجموعات الدياسبورا من تحديات فردية، مثل الأوضاع المعيشية الصعبة، والتمييز الاجتماعي، والعنصرية، والتهميش، مما يحد من قدرتهم على المشاركة السياسية الفعالة أو التركيز على قضايا وطنهم الأم. وتؤثر هذه التحديات على دور الدياسبورا، لكنها في الوقت نفسه تُبرز الحاجة إلى استراتيجيات تعزز من تماسكها وتوفر الدعم اللازم للتغلب على هذه العقبات.

 

 

تشكيل السياقات الثقافية والسياسية والاجتماعية للمشاركة

تلعب الثقافة دورًا محوريًا في تشكيل طبيعة المشاركة السياسية لمجتمعات الدياسبورا، ويعد الحفاظ على الهوية الثقافية دافعًا رئيسيًا لهذه الجاليات للتفاعل مع قضايا الوطن الأم، حيث تُبقي هذه الهوية ارتباطهم العاطفي والمعنوي بوطنهم قويًا، مما يدفعهم إلى المشاركة في الفعاليات السياسية والاجتماعية المرتبطة به.  تُسهم الثقافة في بناء التحالفات داخل الدول المضيفة، ويُعزز التعاون بين مختلف المجموعات الثقافية التضامن المشترك حول قضايا العدالة والمساواة.

 

وتلعب الأنظمة السياسية في كل من الوطن الأم والدولة المضيفة دورا مؤثرا على حجم المشاركة السياسية للدياسبورا ونوعيتها، فبينما توفر الأنظمة الديمقراطية بيئة داعمة تسمح بمزيد من الفرص للمشاركة السياسية من خلال آليات التصويت والحشد والدعوة، فإن الأنظمة الاستبدادية تدفع مجتمعات الدياسبورا إلى البحث عن قنوات ضغط خارجية لتوصيل أصواتهم والمطالبة بالإصلاحات، سواء عبر المؤسسات الدولية أو شبكات المجتمع المدني في الدول المضيفة.

 

تؤثر الظروف الاجتماعية بشكل كبير على قدرة الدياسبورا على الانخراط في الأنشطة السياسية. الوضع الاقتصادي للجالية ومستوى التماسك المجتمعي فيها يلعبان دورًا رئيسيًا في تحديد مدى فعاليتها السياسية، كما تبرز القضايا الجندرية والخصوصيات الثقافية والمكانة الاجتماعية كعوامل حاسمة تؤثر في نوعية المشاركة وحجمها، حيث قد تعيق التحديات المتعلقة بالتمييز أو الفجوة الاجتماعية مشاركة بعض الفئات داخل الجالية، مما يستدعي سياسات تعزز من شمولية المشاركة وفعاليتها.

 

 

التضامن مع فلسطين: نموذج للمشاركة السياسية للدياسبورا

تُعد مخيمات التضامن مع فلسطين داخل الجامعات الأمريكية والكندية مثالًا حيًا على قدرة مجتمعات الدياسبورا على استثمار مواقعها العابرة للحدود، وذلك لدعم قضايا سياسية وإنسانية. هذه المخيمات، التي تعرف أيضًا بـ”المخيمات الاحتجاجية”، وقد عكست تعبيرًا ماديًا ورمزيًا عن التضامن مع الفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال والعدوان والتي برز دورها بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣. من خلال هذه الأنشطة، تُظهر الدياسبورا -عبر بناء التحالفات العابرة للحدود الوطنية والمتقاطعة مع قضايا العدالة الاجتماعية- كيف يمكن الجمع بين الرمزية والفعالية لإحداث تأثير ملموس.

 

 

مثلت المخيمات فضاءات متعددة الأبعاد، حيث اتخذت أشكالًا متنوعة تهدف إلى التوعية، والاحتجاج، وبناء التضامن، ومن بين هذه الأبعاد -على سبيل المثال- ذلك البعد الرمزي، حيث أقيمت في مساحات عامة وداخل حرم الجامعات، واستخدمت لتمثيل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الحصار أو التهجير، مما يخلق تجربة تفاعلية تعكس الواقع الفلسطيني، كما كان عملها كمراكز تعليمية تقدم مساحات للتوعية والنقاش من الأهمية بمكان، فضلا عن التعبير الثقافي والفني بالشعر والموسيقى والعروض الفنية لتعزيز الروابط العاطفية للطلاب الفلسطينيين مع المشاركين، ولم تكن الاحتجاجات والمظاهرات أقل أهمية، لذا لعبت المخيمات دورها كمراكز لانطلاق المسيرات التضامنية مع قضايا غير فلسطينية تواكب زمنيا الحدث ومن ثم تربط النضال من أجل القضية الفلسطينية بمسارات النضال في العالم، واستفادت المخيمات من وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع نطاق حملاتها، مما أتاح الوصول إلى جمهور عالمي وربط الحركات المحلية بشبكات دولية أوسع.

 

وتميزت المخيمات بطبيعتها السلمية كوسيلة مشروعة وفعالة للمقاومة وتعزيز التضامن، وعكست مفهوم التقاطعية بربط النضال الفلسطيني بقضايا العدالة الاجتماعية الأخرى مثل مناهضة العنصرية وحقوق السكان الأصليين، وهو ما حقق فكرة بناء التحالفات وحولها إلى منصات للتعاون بين ناشطين من خلفيات متعددة، وعزز الشراكات بين مجتمعات الدياسبورا ومجموعات حقوق الإنسان المحلية والعالمية.

 

 

ورغم الأثر الإيجابي لمخيمات التضامن، فقد واجهت المقاومة المؤسسية التي تمثلت في الضغوط من إدارات الجامعات أو السلطات المحلية التي قد تعتبرها انتهاكًا للسياسات المؤسسية، واتهمت بمعاداة السامية أو التطرف، مما خلق تعقيدًا إضافيًا في الخطاب حول انتقاد سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

ولعل التحدي الأهم الذي يواجه ذلك النمط الناجح من المشاركة النضالية للدياسبورا لبناء التحالفات هو الاستدامة، وهو أمر يتطلب موارد بشرية ولوجستية كبيرة للحفاظ على أنشطتها لفترات طويلة، وهو ما يمثل تحديًا دائمًا أمام المنظمين.

 

 

المشاركة السياسية للدياسبورا المصرية: تحولات عابرة للحدود وأدوات مبتكرة للتغيير

 

مصادر:

 

[1] يشير مصطلح “الدياسبورا” ذو الأصل اليوناني إلى مجموعة كبيرة من الناس الذين يشتركون في أصول ثقافية وإقليمية، ولكنهم يعيشون بعيدًا عن وطنهم التقليدي. وتنشأ الدياسبورا من خلال الهجرة والتنقلات القسرية للأشخاص. يفضل بعض الباحثين/ات المصريين/ات استخدام مصطلح “المصريين في المنفى” للتعبير عن جموع المصريين/ات، الذين اضطروا للخروج قسرا من مصر، ولازالوا يمارسون نشاطهم/ن نحو العدالة الاجتماعية في الخارج، ويفضل آخرون مصطلح “المصريين في المهجر” للتعبير عن وضع الهجرة خارج الوطن، أما السردية الرسمية المصرية ، تستخدم مصطلح “المصريين في الخارج” للتعبير عن جموع المغتربين خارج الوطن.

 

 

الوسوم :
شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *